آبيات من الشعر الجاهلي
الشعر الجاهلي
يحمل الشعر الجاهلي العديد من الذكريات العطرة لكل منا من العصر المجيد ، وكان الشعراء القدامى بارعين في التعبير عن هذه الطريقة الشعرية.
الشعر الجاهلي في الغزل
الاعشى
أوَصَلْتَ صُرْمَ الحَبْلِ مِنْ … سَلْمَى لِطُولِ جِنَابِهَا
وَرَجَعْتَ بَعْدَ الشّيْبِ تَبْـ …. غِي وُدّهَا
بِطِلابِهَا أقْصِرْ، فَإنّكَ طَالَمَا …. أُوضِعْتَ في إعْجَابِهَا
أوَلَنْ يُلاحَمَ في الزّجَا …. جَةِ صَدْعُهَا بِعِصَابِهَا
أوَلَنْ تَرَى في الزُّبْرِ بَيَـ … ـنَةً بِحُسْنِ كِتَابِهَا
إنّ القُرَى يِوْماً سَتَهْـ … ـلِكُ قَبْلَ حَقّ عَذَابِهَا
وَتَصِيرُ بَعْدَ عِمَارَةٍ … يَوْماً لـأمْرِ خَرَابِهَا
…………..
وَدّعْ هُرَيْرَةَ إنّ الرَّكْبَ مرْتَحِلُ، …. وَهَلْ تُطِيقُ وَداعاً أيّهَا الرّجُلُ؟
غَرّاءُ فَرْعَاءُ مَصْقُولٌ عَوَارِضُها، …. تَمشِي الـهُوَينا كما يَمشِي الوَجي الوَحِلُ
كَأنّ مِشْيَتَهَا مِنْ بَيْتِ جارَتِهَا ….. مَرُّ السّحَابَةِ، لا رَيْثٌ وَلا عَجَلُ
تَسمَعُ للحَليِ وَسْوَاساً إذا انصَرَفَتْ …. كمَا استَعَانَ برِيحٍ عِشرِقٌ زَجِلُ
لَيستْ كمَنْ يكرَهُ الجيرَانُ طَلعَتَهَا، …. وَلا تَرَاهَا لسِرّ الجَارِ تَخْتَتِلُ
يَكادُ يَصرَعُها، لَوْلا تَشَدّدُهَا، …… إذا تَقُومُ إلى جَارَاتِهَا الكَسَلُ
إذا تُعالِجُ قِرْناً سَاعةً فَتَرَتْ، ….. وَاهتَزّ منها ذَنُوبُ المَتنِ وَالكَفَلُ
مِلءُ الوِشاحِ وَصِفْرُ الدّرْعِ بَهكنَةٌ ….. إذا تَأتّى يَكادُ الخَصْرُ يَنْخَزِلُ
صَدّتْ هُرَيْرَةُ عَنّا ما تُكَلّمُنَا، ….. جَهْلاً بأُمّ خُلَيْدٍ حَبلَ من تَصِلُ؟
إمرؤ القيس
أفاطِمَ مَهْلاً بَعْضَ هذا التّدَلُّلِ … وَإن كُنتِ قد أزمعْتِ صَرْمي فأجْمِلي
أغَرّكِ مني أنّ حُبّكِ قاتِلي … وَأنّكِ مهما تأْمُري القلبَ يَفْعلِ
وَإنْ تكُ قد ساءتْكِ مني خَليقَةٌ … فسُلّي ثيابي من ثيابِكِ تَن
…………..
مهفهفة بيضاء غير مفاضة … ترائبها مصقولة كالسجنجل
كبكرة المقاناة البياض بصفرة … غذاها نمير الماء غير المحلل
تصد وتبدي عن أسيل وتتقي … بناظرة من وحش وجرة مطفل
وجيد كجيد الرئم ليس بفاحش … إذا هي تصته ولا بمعطل
وفرع يزين المتن أسود فاحم … أثبت كقنو النخلة المتعثكل
غدائره مستشزرات إلى العلا … تضل المدارى في مثنى ومرسل
وتعطو برخص غير شثن كأنه … أساريع ظبى أو مساويك اسحل
وتضحى فتبت المسك فوق فراشها … نؤوم الضحى لم تنتطق عن تفضل
تضئ الظلام بالعشاء كأنها … منارة ممسى راهب متبتل
إلى مثلها يرنو الحليم صبابة … إذا ما اسبكرتت من درع ومجول
الشعر الجاهلي في الرثاء
عبد يغوث
ألا لا تَلوماني كَفى اللَومَ ما بِيا =وَما لَكُما في اللَومِ خَيرٌ وَلا لِيا
أَلَم تَعلَما أَنَّ المَلامَةَ نَفعُها =قَليل وَما لَومي أَخي مِن شمالِيا
فَيا راكِباً إِمّا عَرَضتَ فَبَلَّغَن =نَدامايَ مِن نَجرانَ أَن لا تَلاقِيا
أَبا كَرِبٍ و َالأَيهَمَينِ كِلَيهِما =وَقَيساً بِأَعلى حَضرَ مَوتَ اليَمانِيا
جَزى اللَهُ قَومي بِالكُلابِ مَلامَةً =صَريحَهُم وَ الآخَرينَ المَوالِيا
وَلَو شِئتُ نَجَّتني مِنَ القَوْمِ نَهدَةٌ =تَرى خَلفَها الحُوَّ الجِيادَ تَوالِيا
وَلَكِنّني أَحمي ذِمارَ أَبيكُم =وَكانَ الرِماحُ يَختَطِفنَ المُحامِيا
وَتَضحَكُ مِنّي شَيخَةٌ عَبشَمِيَّةٌ =كَأَن لَم تَرى قَبلي أَسيراً يَمانِيا
وَقَد عَلِمَت عَرسي مُلَيكَةُ أَنَّني =أنا اللَيثُ مَعدُوّاً عَلَيَّ وَعادِيا
أَقولُ وَقَد شَدّوا لِساني بِنِسعَةٍ =أَمَعشَرَ تَيمٍ أَطلِقوا عَن لِسانِيا
أَمَعشَرَ تَيمٍ قَد مَلَكتُم فَأَسجِحوا =فَإِنَّ أَخاكُم لَم يَكُن مِن بَوائِي
فَإِن تَقتُلوني تَقتُلوا بِيَ سَيِّداً =وَإِن تُطلِقوني تَحرُبوني بِمالِيا
وَكُنتُ إِذا ما الخَيلُ شَمَّصَها القَنا =لبيق بِتَصريفِ القَناة بنَانِيا
أَحَقّاً عِبادَ اللَهِ أَن لَستُ سامِعاً =نَشيدَ الرُعاءِ المُعزِبينَ المَتالِيا
وَقَد كُنتُ نَحّارَ الجَزورِ وَمُعمِلَ الـ =ـمطيَّ وأمضي حيث لاحيَّ ماضيا
وَأَنحَرُ لِلشَربِ الكِرامِ مِطِيَّتي =وَأَصدَعُ بَينَ القَينَتَينِ رِدائِيا
وَعادِيَةٍ سَومَ الجَرادِ وَزَعتُها =بِكَفّي وَقَد أَنحَوا إِلَيَّ العَوالِيا
كَأَنِّيَ لَم أَركَب جَواداً وَلَم أَقُل =لِخَيلِيَ كُرّي نَفِّسي عَن رِجالِيا
وَلَم أَسبَإِ الزِقَّ الرَوِيَّ وَلَم أَقُل =لِأَيسارِ صِدقٍ أَعظِموا ضَوءَنارِيا