فرانك كيسي ومسيرته منذ الطفولة
في إفريقيا كان هدف كرة القدم دائمًا هو كسب المال، ومحاولة التخلص من شبح الفقر، في ولاية أوراجاهيو أُجبر يانيك كيسي والد الصعير فرانك على اعتزال كرة القدم للإلتحاق بالتجنيد.
بدأ هناك حياته المهنية كعسكري وحصل على وظيفة دائمة تاركا حلم كرة القدم.
ويعد سبب شهرة ولاية أوراجاهيو شخصين لهما علاقة بكرة القدم وهما سيرجي أورييه وفرانك كيسي حيث أنها لا تشتهر بالتجارة أو الثقافة كباقي ولايات كوت ديفوار، وكأنة مقدر لفرانك أن يكمل حلم والده في كرة القدم.
البداية والبنية القوية
بدأ فرانك كيسي منذ طفولته بلعب الكرة مثل جميع الأطفال في الشارع، وكان لديه حلم واضح في أن يصبح لاعب كرة قدم ويكمل المسيرة التي بدأها والده، وفي سن الحادية عشرة أجرى إختبار الأداء لنادي ستيلا وهو أحد أكبر الأندية في أبيدجان، فوجئ مسؤولي النادي بقدرات فرانك الجسدية والفنية منذ اليوم الأول من الاختبارات.
حديث عبد القادر جويلافوجوي أحد كشافي نادي ستيلا سابقا وعضو مجلس إدارة النادي حاليا عن بداية فرانك كيسي مع نادي ستيلا
“بدأ كيسي مسيرته في سن الحادية عشرة، وكان يحضر جميع الاختبارات تحت إشرافي مع طاقم التدريب وكشافة النادي، لقد أحببناه عندما لمس الكرة لأول مرة، وبصراحة لم نصدق في البداية عمره، كان قوياً بدنياً مقارنة باللاعبين الآخرين في سنه وكان يملك قدرات هائلة في لعب كرة القدم”.
“لقد تحدثت معه عن عمره بعد إنهاء الاختبار، وكان والده حاضرا معه في الاختبارات حينها، وتأكدنا أنه كان في الحادية عشرة من عمره، وتم التعاقد معه وأصبح لاعبًا في الفريق، ومنذ أن بدأ مع الفريق كان جيدًا – شخص محبوب وهادئ لا أتذكر أنه تسبب في مشاكل أو خلق أزمات لنا”.
وتابع عبد القادر: “فرانك لعب في خط الوسط الدفاعي ورغم ذلك سجل الكثير من الأهداف ولم يستطع أحد قطع الكرة منه كان يتخطي جميع كل من في الملعب وكان مذهلا”.
خبر صادم واحتفال دائم
في نفس العام الذي انضم فيه إلى ستيلا تلقى فرانك كيسي الأخبار الصادمة عن وفاة والده بسبب المرض كانت وفاة والده صعبة للغاية عليه، خاصة أنه كان يحضر دائمًا لمشاهدته مع إخوته الستة.
قال عبد القادر عن وفاة والد كيسي: “فرانك حزن جدا بوفاته كان مستاء جدا، فكر كثيرا في ترك لعب الكرة لكننا أقنعناه بمواصلة اللعب مع الفريق، بعد كل هدف يسجله كان يرفع يديه ويلقي التحية العسكرية كما كان يفعل والده عندما كان يعمل في الجيش وما زال يحتفل بهذه الطريقة حتى يومنا هذا “.
استمر فرانك كيسي للعمل مع ستيلا وتم استدعاؤه لمنتخب كوت ديفوار تحت 17 عامًا عندما كان عمره 15 عامًا وقاد فريقه للتأهيل لكاس العالم للناشئين 2013 في الإمارات.
شكوك مرة أخرى في العمر الحقيقي لكيسي
قدم فرانك كيسي أداء مبهرًا في كأس العالم للناشئين حيث وصل إلى ربع النهائي مع كوت ديفوار بعد إقصاء الأرجنتين للأفيال، لكن في مباراة دور الـ16، تقدم منتخب المغرب بشكوى رسمية إلى الإتحاد الدولي لكرة القدم للشكوك حول العمر الحقيقي لفرانك.
لعب كيسي مباراة رائعة وسجل هدفًا قاد خلاله منتخب بلاده للفوز بهدفين على أسود الأطلس، قال المنتخب المغربي في الشكوى إن عمر كيسي الفعلي كان 22 وليس 16.
أطلق الفيفا تحقيقا مستفيضا في الأمر لكنه أكد أخيرا أن العمر الحقيقي للاعب هو 16 وليس 22 كما يدعي منتخب المغرب.
وقال عبد القادر جويلافوجوي: “علمنا بما حدث من فرانك في ذلك الوقت، لأنه اتصل بنا وطلب وثائق إضافية لإثبات أنه ليس مزور في عمره الحقيقي وقمنا بإرسال ما يثبت ذلك له وهذا ما أكد صحة موقفه”.
وتابع عبد القادر: “القوة الجسدية لفرانك تجعل الناس الذين يتابعونه يعتقدون أنه كبير في السن ولكن هذا ليس هو الحال، فرانك يتدرب كثيرا ويحب التدريب البدني وهذا ما ساعده علي ان يكون قوي بدنيا، وكان فرانك يلعب مع الفريق الاول لستيلا منذ أن كان عمره 15 عامًا.”
وأنهي عبد القادر تصريحه في هذا الصدد: “بعد هذه البطولة تلقى فرانك عدة عروض من أندية أوروبية أبرزها عرض ستاندرلياج البلجيكي لكن دون سبب سحبوا العرض”.
كان لدي استمرار فرانك في الدوري الإيفواري توابع إيجابية بعد ان حصل علي اول إستدعاء له من منتخب كوت ديفوار الأول عندها كان عمره لم يتجاوز السابعة عشر، وكان تحت قيادة المدرب هيرفي رينار الفرنسي، وكانت اول مبارة رسمية له في سبتمبر 2014 بقميص الأفيال ضد منتخب سيراليون
الإنطلاق إلى أوروبا وتغيير المركز
في يناير 2015، أعلن نادي أتالانتا الإيطالي عن توقيعه مع فرانك كيسي، ورحل كيسي في الصيف لينضم إلى فريق تشيزينا الإيطالي لاكتساب الخبرة.
وقال دارجو المدير الفني السابق لفريق تشيزينا والذي أشرف علي تدريب فرانك خلال فترة الإعارة: “التعاقد مع كيسي كان مصادفة، كان اليوم الأخير من فترة الانتقالات وكان كيسي يلعب كمدافع ثالث لفريق الشباب في أتالانتا وكنا بحاجة للتعاقد مع مدافع خامس للفريق، تحدثت مع المدير الرياضي لأتلانتا وأتممنا التعاقد معه، في اليوم الأول من التدريب لم أري مدافعًا جيدًا لم يكن لديه تلك المهارات لجعله مدافعًا رائعًا.
وأضاف دراجو: “قررت تبديل مركز فرانك إلى خط الوسط، خاصة بعد أن أجريت معه مقابلة لأول مرة قال إنه جيدًا في لعب كلا المركزين، لقد جربته في كل المراكز، وبعد انتقاله إلى خط الوسط تأثرت كثيرًا بأداءه، يمكنه مراوغة الجميع، ولا يمكن لأحد أن يوقفه، وفي رأيي أنه لاعب وسط متكامل يمكنه اللعب بمفرده أو ضمن تنائي او ثلاثي في وسط الملعب، يمكنه تقديم كل شيء”.
وتابع: “فرانك لاعب محترم ، شخص لطيف وهادئ يحب الجميع ولديه شخصية قوية جدًا، مما يعني أنه يستطيع اللعب أمام 80 ألف مشجع منذ صغره تمامًا كما لو كان أمام 800 مشجع، آمل أن يستمر في التطور وأن يحظى بمسيرة رائعة”.
عاد فرانك كيسي إلى أتالانتا ليبدأ مسيرته حتى أصبح من أفضل لاعبي الوسط في أوروبا، ثم انضم إلى ميلان وشارك معه في رحلة العودة حتى توج الفريق مرة أخرى بالدوري الإيطالي، بالتزامن مع نهاية عقد النجم الإيفواري.
وقال ماسيمو دراجو: “على فرانك كيسي أن يفصل الجانب الإقتصادي عن مستقبله الكروي، لقد قدم الكثير لميلان والآن عليه أن يختار الأفضل له، الجانب المالي مهم لكن الجانب الفني هو الأكثر أهمية، وعليه التفكير جيدا قبل إتخاذ قراراته، إنه يتمتع بدعم وإعجاب وحب الجماهير، لكن القرار النهائي يعود إليه وعليه أن يختار الأفضل”.
واتخد كيسي قراره بالفعل ببدأ فصل جديد في إسبانيا بالتحديد في مقاطعة كاتالونيا، وتحديداً في برشلونة التي سعت بدورها إلى عودة منتظرة في ظل ظروف اقتصادية صعبة، وفي الحقبة التي أعقبت الأسطورة ليونيل ميسي، فماذا سيكتب فرانك في محطته القادمة؟